ما هي الصحة النفسية؟

تُعد صحتنا النفسية جزءاً مهماً من رفاهيتنا العامة، وشعورنا وعملنا في الحياة اليومية، وتؤثر على قدرتنا على التعامل مع تحديات الحياة المختلفة. الصحة النفسية والبدنية مترابطتين وتؤثران على بعضهما البعض، لذلك إذا اعتنينا بصحتنا البدنية، فلدينا ظروف أفضل لنشعر بالارتياح نفسياً - والعكس صحيح. 

الصحة النفسية والمرض النفسي ليسا متماثلين، ولكن المفاهيم تختلط أحياناَ.

• تُستخدم الصحة النفسية كمصطلح شامل يشمل الصحة النفسية والمشكلات النفسية والحالات النفسية.
• يُستخدم المرض النفسي كمصطلح جماعي للمشكلات النفسية والحالات النفسية.

تختلف صحتنا النفسية على مدار الحياة وتتأثر بمجموعة من العوامل، مثل الضعف الوراثي والظروف أثناء الطفولة وأحداث الحياة وظروفنا الاقتصادية والاجتماعية والعادات والسلوكيات والقدرة على التعامل مع الضغوط، وغير ذلك الكثير. 

يمكن تغيير بعض الأشياء التي تؤثر على الصحة النفسية، مثل عاداتنا وسلوكياتنا، بينما يصعب فعل شيء حيال الأشياء الأخرى، مثل الوراثة وظروف التربية.

ماذا تعني الرفاهية النفسية؟

تتعلق الرفاهية بشكل أساسي بالشعور بالرضا. يمكن أن يكون ذلك بدنياً ونفسياً. تتعلق الرفاهية النفسية بكيفية تفاعلنا مع ما نمر به في الحياة، وكيف نستمتع بالحياة وما إذا كنا نشعر بالمعنى من الحياة. كما يتعلق الأمر بالقدرة على الشعور بالسعادة والرغبة. بعض الأشياء الأخرى التي تميز الرفاهية النفسية هي فرص تحقيق التوازن بين المشاعر الإيجابية والسلبية، والحصول على أصدقاء داعمين ومقربين، وغيرها من العلاقات الاجتماعية المهمة، والشعور بالمشاركة، وتطوير الذات وتحقيق الأهداف. إن ما يجعل الأشخاص المختلفين يشعرون بالرفاهية يمكن أن يختلف.

يمكن النظر إلى الرفاهية النفسية كمورد أساسي للتكيف مع تحديات الحياة وصعوباتها المختلفة ومعالجتها. كما أنه يمثل أصلاً للمجتمع عندما يتمتع الأفراد بصحة نفسية جيدة ويكونون قادرين على العمل أو الدراسة، وخفض تكاليف الإجازات المرضية على سبيل المثال.

الرفاهية النفسية ليست مثل غياب المرض النفسي. في عامة الناس، يمكن ملاحظة أن أولئك الذين يعانون من مشكلات نفسية أو حالات نفسية لديهم أيضاً رفاهية نفسية أقل. ولكن بالنسبة للفرد، قد يبدو مختلفاً. قد يشعر المرء بسوء في بعض الأجزاء، ولكن ليس في أجزاء أخرى. على سبيل المثال، قد يشعر المرء بالقلق ويواجه صعوبة في التركيز في العمل أو المدرسة، ولكن لديه قدرة جيدة على تكوين صداقات، وبالتالي الشعور بالسعادة والمعنى في الحياة.

ما هو المرض النفسي؟

غالباً ما يُستخدم المرض النفسي لكل من المشكلات النفسية والحالات النفسية. يسبب المرض النفسي معاناة للمصاب به وغالباً أيضاً لأفراد الأسرة والأشخاص الآخرين المقرّبين. قد تجعل المشكلات والحالات النفسية من الصعب العمل كالمعتاد، مثل التواصل مع الآخرين أو العمل أو الذهاب إلى المدرسة. ولكن ما نشعر به في المشكلات النفسية والحالات النفسية المختلفة أمر فردي. قد يشعر الشخص بسوء نفسياً دون تشخيص بمرض نفسي.

المشكلات النفسية

المشكلات النفسية شائعة، ويمكن أن يشعر الجميع في بعض الأحيان بالتوتر أو القلق أو الهم أو صعوبة في النوم أو التركيز. غالباً ما تكون ردود فعل طبيعية لضغوط الحياة. يمكن أن تكون المشكلات خفيفة أو شديدة ويمكن أن تزول بسرعة أو تستمر لفترة طويلة. في بعض الأحيان، يمكن أن تسبب المشكلات النفسية أيضاً أعراضاً جسدية، مثل الصداع أو ألم المعدة أو ألم الظهر أو الدوخة.

يمكن أن تجعل المشكلات الصعبة من الصعب التعامل مع الأشياء المهمة في الحياة اليومية - العمل أو الدراسة أو المشاركة في هواية أو الاعتناء بالنفس والآخرين. غالباً ما تزول المشكلات من تلقاء نفسها، وهناك أيضاً أشياء يمكنك القيام بها بنفسك لتشعر بتحسن بسيط. إذا استمرت المشكلات لفترة طويلة، فقد تحتاج إلى مساعدة من الرعاية الصحية.

الحالات النفسية

تشمل الحالات النفسية الأمراض والمتلازمات النفسية، مثل الاكتئاب واضطراب الأكل والإدمان على الكحول. وتشمل هذه الإعاقات العصبية النفسية، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد. لإجراء تشخيص نفسي، يجب استيفاء عدة معايير. على سبيل المثال، لديك العديد من الأعراض المختلفة على مدى فترة زمنية طويلة، وهو ما يسبب معاناة كبيرة وضعف في القدرة على العمل في الحياة اليومية. غالباً ما قد تحتاج إلى علاج، على سبيل المثال، من خلال طبيب نفسي أو طبيب عام، ولكن الحالات النفسية يمكن أن تزول أيضاً من تلقاء نفسها.

الانتحار

الانتحار هو قتل النفس عمداً. يعاني العديد من الأشخاص الذين ينتحرون من الاكتئاب أو شكل آخر من أشكال الأمراض النفسية، ولكن غالباً ما يكون هناك العديد من الأشياء المختلفة التي تجعل الشخص ينتحر. تُظهر الأبحاث أنه لا توجد دائماً نية واضحة للموت وراء الكثير من حالات الانتحار أو محاولة الانتحار، ولكن بدلاً من ذلك يرغب الشخص في الهروب من ألم شديد ولا يرى أي طريقة أخرى للخروج من موقف مليء بالقلق الشديد.

من المخيف أن يقول شخص ما أنه سيقتل نفسه أو يفعل شيئاً لإيذاء نفسه. ولكن بدعم ومساعدة الأسرة والأصدقاء والرعاية الصحية، يمكن تجاوز هذه الأزمة. ليس من الخطر التحدث عن الانتحار ولا يزيد من خطر انتحار الشخص.

إذا كانت لديك أفكار انتحارية

هل تشعر بسوء شديد لدرجة أنك تعتقد أن الحياة لا تستحق العيش؟ هل لديك أفكار أو خطط للانتحار؟ يجب ألا تحتفظ بها لنفسك. تحتاج إلى التحدث إلى شخص تثق به أو طلب الرعاية أو الاتصال بخط الدعم الساخن. الأفكار الانتحارية شائعة والمساعدة متوفرة.

إذا لم تكن متأكداً من المكان الذي يجب عليك التوجه إليه، فاتصل بالرقم 1177 وسيساعدونك في الحصول على الدعم أو الرعاية المناسبين. يمكنك اختيار التحدث باللغة السويدية أو الإنجليزية. في بعض المناطق، قد تتلقى المشورة الهاتفية بلغات أخرى. قد يحق لك الحصول على مترجم فوري عند زيارة خدمات الرعاية الصحية. إذا شعرت بصعوبة في الاتصال بالرعاية الصحية بنفسك، فيمكنك أن تطلب المساعدة من شخص تثق به.

يمكنك أيضاً الاتصال بخط الانتحار على الرقم 90101 أو خط المساعدة على الرقم 90390 إذا كنت بحاجة إلى التحدث إلى شخص ما حول أفكارك الانتحارية. يتم تقديم الدعم بشكل أساسي باللغة السويدية، ولكن إذا لزم الأمر، يمكن تقديم الدعم بلغات أخرى عن طريق مترجم فوري.