دعم شخص مريض نفسياً

ما الذي يمكنك فعله لمساعدة الآخرين على الشعور بتحسن؟ ليس عليك أن تكون خبيراً في الصحة النفسية لدعم شخص ليس على ما يرام.

أحيانًا يحتاج المرء إلى مساعدة أو دعم من شخص قريب منه للشعور بتحسن. يمكنك دعم عائلتك أو أصدقائك أو زملائك في العمل أو غيرهم ممن تعرفهم بطرق مختلفة. المهم هو أن تُظهر أنك موجود من أجل الشخص الذي يحتاج ذلك، والتحدث والاستماع دون الحكم، وربما التأكد من فعل أشياء ممتعة معاً. يُعد التحدث عن كل شيء ممكن، ليس فقط حول شعور الشخص، طريقة رائعة لإظهار الاهتمام ويسهّل أيضاً التحدث عن الموضوعات الأكثر صعوبة. ليس عليك أن تكون خبيراً في الصحة النفسية لدعم شخص يحتاج ذلك.

نصائح حول كيفية دعم شخص ليس على ما يرام

ليس من الواضح دائماً ما إذا كان الشخص يشعر بالسوء، لذا لا تتردد في السؤال عن شعور الشخص إذا كنت فضولياً. قد يكون من الصعب دعم شخص ليس على ما يرام. ولكن الأهم هو أن تُظهر اهتمامك، على سبيل المثال من خلال الاستماع وتقديم المساعدة.

إذا كنت تتحدث إلى شخص ليس على ما يرام:

تجرّأ على السؤال عن شعور الشخص. يُرجى اختيار وقت ومكان يمكنكم التحدث فيه دون إزعاج. أحياناً قد يكون من الأسهل التحدث إذا كنتما تفعلان شيئاً آخر في نفس الوقت، على سبيل المثال، المشي أو تناول وجبة خفيفة.
احترم إذا كان الشخص لا يريد التحدث. قد يشعر الشخص الذي تسأله بالخصوصية الشديدة لدرجة لا تسمح له بالتحدث عن الشعور بالسوء أو الخجل من شعوره. لا تشعر بخيبة الأمل إذا كان الشخص لا يريد التحدث عن مشاعره، فالمهم هو أن تُظهر اهتمامك. أخبره أنك موجود إذا غيّر رأيه.
استمع بانفتاح ودون حكم. أظهِر أنك تستمع من خلال الإيماء والهمهمة والتواصل البصري. اطرح أسئلة متابعة إذا كنت لا تفهم. تجنب البدء فوراً في تقديم المشورة أو إخبار الشخص بتجاربك الخاصة. يمكنك تأكيد المشاعر الصعبة بالقول إن الأمر يبدو وكأن الشخص يمر بشيء صعب. اسأل عما إذا كان هناك أي شيء يمكن أن يغيّر الموقف للأفضل. وبهذه الطريقة، تدعوه إلى التعامل مع الموقف بشكل مشترك وموجه نحو الحل. إن الحزم ومحاولة جعل الشخص الذي يشعر بالسوء "يصبح أكثر صلابة" أو يعالج المشكلة يمكن أن يؤدي إلى خلق شعور بالتوتر والخجل والذنب. غالباً ما يكفي التواجد والاستماع.
انشر الأمل. قل إنك تعتقد أن الأمر سيتحسن حتى لو كنت تعلم أن الأمر صعب الآن. قل إنكما ستجتازان هذا الأمر معاً وأنه من العادي أن يشعر الأشخاص بالسوء ولا يرون أي ضوء في الوقت الحالي، ولكنهم يشعرون بتحسن. يمكنك أيضاً عرض تقديم معلومات حول الدعم المتاح الذي يمكن أن يكون مفيداً للشخص، وهذا مهم بشكل خاص إذا كان ما يخبرك به الشخص يقلقك.
إذا كان الشخص يشعر بسوء شديد، فشجعه على طلب المساعدة المهنية. لا يمكنك أن تكون طبيباً نفسياً للشخص، بل رفيقاً له. يمكنك عرض المساعدة في حجز موعد أو مرافقته في زيارة رعاية صحية. كن واضحاً بأنك معه دائماً حتى يحصل الشخص على المساعدة، وأنك تريد البقاء في حياة الشخص حتى بعد ذلك. إذا كنت تعتقد أنه سيكون من الجيد أن يعرف المزيد من الأشخاص في بيئته عن شعوره، فيمكنك أن تسأل عما إذا كان يقبل أن تتحدث إلى شخص آخر يثق به.

اسأل عما إذا كان يجب عليكما ابتكار شيء ما وما يريد الشخص القيام به. غالباً ما يشعر المرء بتحسن عندما يقوم بأشياء يحبها. قد يكون شرب القهوة أو المشي أو مشاهدة الأفلام أو لعب كرة القدم أو شيء آخر. كما يمكن أن تكون النصائح حول الأنشطة الجديدة التي يجب تجربتها معاً جيدة، حيث يمكن أن تؤدي الاهتمامات الجديدة إلى علاقات جديدة والتزام جديد. يشعر معظمنا بالرضا تجاه اتباع الروتين في حياتنا اليومية عندما نشعر بالسوء. لذلك يمكنك أيضاً أن تسأل عما إذا كان يجب عليكما، على سبيل المثال، التدريب معاً أو الدراسة أو القيام بشيء آخر. استمع إلى ما يمكن للشخص فعله الآن، حتى لا يكون الأمر صعباً للغاية.
كن صبوراً. أظهر أنك موجود إذا كان الشخص يريد التحدث أو القيام بشيء ما. تواصل وابقَ على اتصال، حتى لو لم يكن الشخص اجتماعياً كالمعتاد.

الدعم في طلب المساعدة المهنية

إذا كنت تعتقد أن الشخص يحتاج إلى مزيد من الدعم والمساعدة، فلا تتردد في مساعدته في العثور على الدعم والمساعدة المناسبين.

قد يكون طلب الرعاية الطبية أمراً صعباً بالنسبة لمن يشعر بالسوء. قد يكون من الصعب معرفة ما يجب إخبار موظفي الرعاية الصحية به، ويصعب قول الأمر كما هو. عادةً ما تكون طريقة العمل في الرعاية الصحية هي إجراء التقييمات أولاً ثم إحالة الشخص أو عرض وقت لاحق بناءً على كيفية تقييم خطورة الحالة، وهذا قد لا يلبي حاجة الشخص إلى التحدث مباشرةً عن حالته. قد يشعر الشخص بأنه يتم رفضه وإرساله ذهاباً وإياباً. لذلك من المهم أن تطلب من الرعاية فصتك داعماً أن يكونوا واضحين بالنسبة للخطوة التالية - من الذي يتصل أو يتم الاتصال به، وكذلك متى وكيف يجب أن يحدث ذلك.